كـ الدِّيَمِ نطمح أن نكون
حيثما كنا نفعنا ()
محطة للكل ؛فالغيث لا يختص بأحد دون أحد
نفيض على قلب كل باحث عن فكرة أو لمسة - بغدق =")
مصلى الفرسان يطرح هنا قطف كل يوم بيومه .. ليكون لكم منارة ()
About Me
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقا على هذا الحديث :( وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهوائهم ولا يرجعون إلى الدين فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به متبعا لأوامره مجتنبا لنواهيه أ.هـ"
ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر هرع وفزع إلى الصلاة.
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " فالرسول صلى الله عيه وسلم حث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة عند حلول الفتن من صلاة وصيام وصدقة وبر وأداء للحقوق الواجبة عليك وصلة الرحم وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال ثبتنا الله وإياك على الطاعة .
العاصم الرابع : تربية النفس على الإيمان بالله و باليوم الآخر :
فبالإيمان بالله : يحصل تعظيمه وتعظيم أمره ومراقبته في السر والعلن , بالإيمان بالله يغرس في القلوب محبته ومرضاته وتقديمها على كل المحاب , بالإيمان بالله يتعرف على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى فيظهر أثرها على السلوك والأخلاق ويظهر قوة الإيمان بها وقت الفتن والشدائد .
والإيمان باليوم الآخر واليقين الجازم بما أعد الله في ذلك اليوم للمحسنين وما أعد للمسيئين تحصل العصمة بإذن الله من المغريات والشهوات التي هي ظل زائل ولا يعرف حقيقة الدنيا إلا من عرف حقيقة الآخرة وما أعد الله للمؤمنين , يقول جل وعلا : ( فأما من طغى وآثر الدنيا فإن الجحيم هي المأوى , وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) ويحصل اليقين بكثرة قراءة كتاب الله بتدبر وتمعن ويتدبر ما أعد الله لعباده المؤمنين الذين حرموا نفسهم من الشهوات المحرمة خوفا من الله وقاموا بما أوجب الله عليه من العبادة طمعا في الأجر من الله ويقرأ في كتاب الله ما أعد الله لمن عصاه من الويل والثبور فيكون زاجرا له عن الوقوع في الفتن ولقد كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في تربيته لهم أن يربيهم ويعلق قلوبهم بما أعد الله لهم في الجنة حتى في أحلك الظروف وأقسى الفتن فهذا صلى الله عليه وسلم يمر بآل ياسر وهم يعذبون ويسحبون في رمضاء مكة فيقول لهم صلى الله عليه وسلم (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) ولم يعلقهم ويعدهم بشيء من حطام الدنيا .
العاصم الخامس : العمل بالعلم والدعوة إلى الله :
فإن العامل بدين الله الذي يبلغه وينشره الذي يأمر بالمعروف وينهاهم عن المنكر هو من أبعدهم عن الوقوع في الفتن الذي ينصح للمسلمين ويدلهم على كل خير هو أكثر الناس بعدا عن الوقوع في الخلل والزلل وأكثر الناس توفيقا وهداية وسدادا , يقول الله جل وعلا : (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا , وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما , ولهديناهم صراطا مستقيما ) , فحصل لمن عمل بما يوعظ به : الخيرية والثبات والأجر العظيم والهداية للصراط المستقيم .
العاصم السادس : الخوف من الفتن والفرار منها :
وعدم الاغترار بالنفس , إن المؤمن الصادق المتواضع الذي يخاف على نفسه , ومن خاف نجا ومن أمن أهلك .
النبي صلى الله عليه وسلم والخوف من الفتن :
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->) اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي ، وإسرافي في أمري ، وما أنت أعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطئي وعمدي ، وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما اسررت وما أعلنت ، وما انت أعلم به مني ، انت المقدم وانت المؤخر ، وانت على كل شيء قدير )
فإذا رأيت فتنة مال أو نساء أو غيرها من الفتن فابتعد , وإياك ومواطن الفتن والريب , حتى لا يصيبك منها شيء , وقد علمنا سلفنا هذا المنهج فكانوا يخافون منها , فهذا ابن أبي مليكة يقول :
" أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليهم وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه " أ.هـ , وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول : تكون فتنة لا ينجي منها إلا دعاء كدعاء الغرق " أ.هـ , أي الي بلغ منه الخوف والوجل كخوف الذي أوشك على الغرق .
والخوف من الفتن المحمود ما كان باعثا على العمل فهذا نبينا الكريم خاف من الفتن فهرع الى العمل الصالح فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أم سلمة قال استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الله الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فربَ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة .
ابن الجوزي؛ ما رأيت فتنة أعظم من مقاربة الفتنة , وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها , ومن هام حول الهمى يوشك أن يقع فيه .
وإذا أراد الله بعبده خيرا رزقه اليقظة في حياته , فيكون حذرا خائفا من زيغ قلبه .
كيف يعرف الإنسان أنه وقع في الفتنة أم لا ؟
أخيرا أختم هذا الحديث عن الفتن بهذا الأثر عن حذيفة رضي الله عنه – الفقيه بالفتن وما ورد فيها – كما جاء عند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي , أنه قال : " إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ؛ فلينظر فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة , وإن كان يرى حراما كان يرى حلالا فقد أصابته الفتنة " أ.هـ
فمن الفتن التي لا يعلمها كثير من الناس التقلب في الدين والرأي على غير هدى وبصيرة فمرة يؤيد الحق وأهله ومرة يؤيد الباطل وأهله والمهتدي من هداه الله والمعصوم من عصمه الله .
صور التعرض للفتنة :-
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->مصاحبة رفقاء السوء .
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->المواقع الشيعة والملحدين .
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->قراءة كتب الإلحاد والزندقة .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا رأيكم ()"