كـ الدِّيَمِ نطمح أن نكون
حيثما كنا نفعنا ()
محطة للكل ؛فالغيث لا يختص بأحد دون أحد
نفيض على قلب كل باحث عن فكرة أو لمسة - بغدق =")
مصلى الفرسان يطرح هنا قطف كل يوم بيومه .. ليكون لكم منارة ()

" إنما الأعمال بالنيات .. " قال العلماء عنه : إن مدار الإسلام يعتمد على حديثين وهو أحدهما
الأعمال تشمل كل عمل قلبي أو بالجوارح ومن الأعمال القلبية الخشية والخوف والرجاء
دور النية تساعدنا على التمييز بين العبادات والعادات
بتغيير النيّة تؤجر
مثل النوم ، الأكل ، الجلسة مع الأهل
وقد قال أحد السلف : إني لأحتسب نومتي وقومتي
عند جلوسك على الشبكة العنكبوتية احتسبي الأجر
مثلًا استشعري مراقبة الله لك ولا تجعليه أهون الناظرين إليك واستودعي سمعك وبصرك
أثناء ذهابك للمدرسة احتسبي أجر سلوكك طريقًا لطلب العلم
في حجابك احتسبي تكثيرًا لسواد المؤمنات وامتثالًا لأمر الله
عبادات أهل الغفلة عادات وعادات أهل اليقظة عبادات
تجديد النوايا يقوّي العبد ضدّ الهجمات
النية محلّها القلب لكن نية العمرة والحج قولية بلبيك عمرة أو لبيك حجًّا ؛ لأنها جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم والبعض قال هي ليست نية وإنما اظهار لشعيرة النسك
الفرض يحوّل لسنة والسنة لا تحوّل لفرض



{رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين }
حين فهم كلام النملة أدرك النعمة فحمد الله عليها وهذا واجبنا تجاه النعم ، ودعاءه لوالديه لأن النعمة إن أصابت الوالدين استفاد منها الأبناء ، يرضي الله فلا يخلو من الإخلاص ، مع إنعام الله عليه إلا أنه دعا الله أن يدخله في الصالحين فلم يغتر بما آتاه الله
*سجود الشكر عند حدوث النعمة أو زوال النقمة ، ولا يسجد في كل وقت فثمّة حدود للعبادات

{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ }
الطير : كــــل الطير ليس طيرًا يربيه وهذا من عظيم نعمة الله عليه
مالي لا أرى الهدهد : لم يغتر بل ظن عيبًا بنفسه
أو ليأتيني بسلطان مبين : لابتعاده عليه السلام عن الظلم

{ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }
فمكث غير بعيد : مكث بعضًا من الوقت لهيبة سليمان عليه السلام
أحطت بما لم تحط به : أتيتك بعلم أوسع مما معك
سبأ : مدينة في اليمن وسليمان عليه السلام كان في الشام
ولها عرش عظيم : دلالة على عظم مملكة سبأ
يسجدون للشمس : من عبّاد الشمس
لا يهتدون : أي لا يهتدي في فترة عبادته للشمس
ألا يسجدوا : ألّا بمعنى هلّا

{ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }
فأوردت النص لهم وبينت أنه من شخص عظيم ودلّ استفتاؤها على حكمتها
من آداب الخطاب البسملة
ما كنت قاطعة : ما كنت متخذة قرارًا

فقالوا { نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ }

لكنها فكرت فقالت : { إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُوْنَ } 
المنهج الذي وضحته بلقيس هو منهج الملوك ذوي الاعوجاج فيذلوا أهل الأرض ويفسدوها
حين فكرت بلقيس اختارت أن ترسل هدية

{ فَلَمّا جَآءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدّونَنِ بِمَالٍ فَمَآ آتَانِي اللّهُ خَيْرٌ مّمّآ آتَاكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنّهُم بِجُنُودٍ لاّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنّهُم مّنْهَآ أَذِلّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ }
سليمانَ : جاءت منصوبة لأنه وقع مفعولًا به فوصلته الهدية
ارجع إليهم : عادةً يرجع بخطاب لكن لما رأى سليمان عليه السلام نباهة رسولها أمره بالرجوع ونقل كلامه ليقينه بحكمته

{ قَالَ يَأَيّهَا الْمَلاُ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ * قَالَ الّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مّنَ الْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـَذَا مِن فَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَنِيَ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنّ رَبّي غَنِيّ كَرِيمٌ }
قبل أن يأتوني مسلمين : لأن أموالهم حين يسلمون تكون محترمة فلا تحق له
من مقامك : أي مجلسك
يرتد إليك طرفك : أي قبل أن يرجع إليك بصرك
بين الشام واليمن مسيرة أربعة أشهر
هذا من فضل ربي : كلّما آتاك الله نعمة اشكريه
ليبلوني أأشكر أم أكفر : شكر النعمة اختبار من الله لكِ
ومن شكر فإنما يشكر لنفسه : الشكر مردوده عليك

{ فَلَمّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنّا مُسْلِمِينَ }
كأنه هو : من نباهة بلقيس أنها لم تجزم بأنه هو ولم تنكره

{ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصّرْحَ فَلَمّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا }
كشفت عن ساقيها : وهذا من سترها .

" إن لله 99 اسمًا من أحصاها دخل الجنة "
هل أسماء الله فقط 99 ؟
لا فهناك أسماء لا نعرفها

إحصاء أسمائه :
حفظها وفهم معانيها وتعبّد الله عزّ وجل بمقتضاها

الحيّي : المعنى العام : هو خلق يدفع إلى فعل الحسن وترك الخبيث
ما الذي يدفع الإنسان للحياء مع الله
* كثرة التقصير في حق الله تعالى
* كثرة نعم الله على العبد

رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يغتسل وهو عريان فقام وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن الله عزّ وجل حيي ستّير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر "
بعض الأسر تعوّد بناتها على الحياء منذ الصغر وبالتالي تنشأ البنت حيية
" إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرًا "
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر ثلاثة نفر فجاء أحدهم فوجد فرجة في الحلقة فجلس وجلس الآخر من ورائهم وانطلق الثالث ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بخبر هؤلاء النفر ؟
قالوا : بلى يا رسول الله قال: " أما الذي جاء فجلس فآوى فآواه الله والذي جلس من ورائكم فاستحى فاستحى الله منه وأما الذي انطلق رجل أعرض فأعرض الله عنه "

الستّير : المعنى اللغوي هو الغطاء

معنى الحيي في صفة الله أنه يستحي ألا يجيب من دعاه
والستير أي ليس يفضح عبده عند التجاهر عنده بالعصيان وإنما يلقي عليه ستره

الستّير ، الستّار ، الساتر .. أيهم أصوب ؟ !
بالطبع الستير ؛ لأن الستار والستار لم تثبت من أسماء الله تعالى
لذلك لا نحكم عقولنا في أسماء الله تعالى وإنما نثبت ما أثبت فقط


- إثبات صفة الحياء والستر لله وهو ليس كحياء المخلوقين ولا نستطيع تكييفه أو تمثيله

- أقسام الناس يوم القيامة ثلاثة :
* يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب
* يحاسبهم الله أمام الخلائق الأولين والآخرين
* يرخي عليهم جميل ستره :"  ~إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ~

- بما أنه تعالى موصوف بالحياء فإنه يحب من اتصف بهذه الصفة
قال العلماء : " الحياء علامة السعادة وفقدانه علامة الشقاوة "

- كان عليه السلام يوصف بأنه " أشد حياءً من العذراء في خدرها "

- تقول عائشة رضي الله عنها : ‏كان رسول الله ‏مضطجعاً في بيتي ، كاشفاً عن فخذيه ‏أو ساقيه ‏، فاستأذن أبو بكر ‏فأذن له وهو على تلك الحال ، فتحدث ، ثم استأذن عمر ‏‏فأذن له وهو كذلك ، فتحدث ، ثم استأذن ‏عثمان ، فجلس رسول الله ‏‏وسوّى ثيابه ‏، فلما خرج قالت عائشة : ‏دخل ‏أبو بكر ‏‏فلم ‏تهتش ‏له ولم ‏تباله ، ‏ثم دخل ‏ عمر ‏فلم ‏تهتش ‏له ولم ‏تباله ، ‏ثم دخل ‏ عثمان فجلستَ وسوّيتَ ثيابك ؟ ، فقال : ( ‏ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ؟ ) وفي رواية : ( إن عثمان رجل حييّ ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته )

- الحياء أصل كل خير

قال يحيى بن معاذ : " من استحيا من الله مطيعًا استحيا الله منه وهو مذنب "
من استحيا من الله مطيعًا : يفعل الطاعة بتذلل وخشوع لله ويدفعه الحياء من الله إلى الإطراق بين يدي الله عزّ وجل
استحيا الله منه وهو مذنب : يستره تعالى في الدنيا والآخرة

- إن ممّا أدرك الناس من كلام النبوة " إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت "
إذا لم يمنعك الحياء من عمل ما فاعلمي أن العمل صحيح

أعظم الحياء ينبغي أن يكون بين العبد وبين الله عزّ وجل
ما الذي يدفعني لهذا الحياء : تذكّر أن الله لا يغيب عنه شيء من علم البشر ولا السماء والأرض فكل عمل ابن آدم الله شهيد عليه 

الحياء نوعين :
- حياء محمود :
- حياء غريزي جبلي مفطور عليه الإنسان
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذات مرة لأشج عبد القيس إن فيك خصلتان يحبهما الله الحلم والأناة فقال : يا رسول الله أشيء حدث أم جبلت عليه قال: بل جبلت عليه
أخرج الشيخان في صحيحهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله: إن موسى كان رجلا حييا ستيرا ، لا يرى من جلده شيء استحياءً منه ، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده ، إما برص وإما أدرة وإما آفة ، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده ، فوضع ثيابه على الحجر ، ثم اغتسل ، فلما فرغ أقبل على ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجر ، ثوبي حجر ، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا ، أحسن مما خلق الله وأبرأه مما يقولون ، وقام الحجر فأخذ بثوبه فلبسه ، وطفق بالحجر ضربا بعصاه ، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها
- حياء مكتسب :
يجب على الإنسان أن يعوّد نفسه على الحياء .

بطل حكايتنا عانى من ألم في رأسه مدة من الزمن .. حتى تبين أنه ورم في رأسه وكبير ولا يحتمل تأخر العملية .. فُجع وفُجعت أسرته معه .. وتألمنا جميعا للخبر .. الحكاية طويلة وليس في صفحتنا مجال لذكر تفاصيلها كما في مصلانا .. ولكن أثارني النبأ فسنتناول ما منه تعلمنا ..

·        ما أضعف ابن آدم وما أهون الدنيا وأحقرها .. نبأ قلب كيان الأسرة .. وقدر من أقدار المولى عز وجل كان سببا في هم يخيم على الأسرة .

·        كم محنة أورثت منحة .. وكم من نقمة خلّفت نعمة ..فكم كان هذا البلاء سببا لقربهم من ربهم وتوجههم إليه ، وتوسلهم إليه بأعمالهم الصالحة ، وتكثيف جهدهم في الصدقة ، واستنفار طاقاتهم بدعاء الله عز وجل وتحين أوقات الإجابة ، حتى من صغارهم .

·        أن الله إذا أنزل البلاء والمصاب أنزل معه العزاء .. فمما لا شك فيه أن تلك الأسرة لم تكن تتصور هذا المصاب يوما في أحد أفرادها ،وأي فرد فيها ؟!عمودها وربها وبأتم صحته وعافيته،ولكن الله عز وجل يعين عبده إذا أنزل عليه المصيبة ويربط على قلبه .

·        الحمد لله على نعمة الإسلام .. وما أكثر نعم الله علينا .. وما أعظم الاستخارة .. كيف لا وهي تربط قلب العبد بربه برباط وثيق.. ألا وهو الدعاء .. كيف لا وهي تعين العبد على الاطّراح بين يدي الله وتمام التوكل عليه وتفويض الأمر إليه والثقة في تقديره ، والاطمئنان لذلك التقدير .. وذلك تمثل حين احتاروا وبقوة هل ينصرفون عن العملية ويكثفون الرقية والدعاء لترجح اشتباه العين في أمره ، وهذا الرأي الذي رجحه غالب من حولهم وهيؤوا لهم الأسباب له ، أم يجرون العملية ويتبعونها بجلسات العلاج .. فجاء الإرشاد الإلهي والخيرة الحكيمة التي لا تعتمد رؤيا البشر القاصرة المحدودة ..بأن يجروا العملية .. وأتبع بفضله لهم الاطمئنان التام والنتائج المرجوة .

·        سجود الشكر سنة مجهولة ،و قربة إلى الله ، فيه يتمثل الإقرار بأن كل نعمة تستجد أو نقمة تزول – فكلها من الله ، لا يد لأحد من البشر فيها ، لا براعة طبيب ولا رقي مشفى ولا ذكاء عامل ولا غيره ..

فما أجمل تلك الصورة يوم سجدت الأسرة كلها حتى صبيانهم – شكرا لله على نجاح العملية .

·        من فضل الله على عبده وتهوين البلاء عليه أن ينزل عليه بلاءات بسيطة بين يدي هذا البلاء ، ليشغله بها ويهيئ نفسيته ، حتى يخفف وقع البلاء الأكبر  عليه .

·        اترك المستقبل حتى يأتي .. عبارة رددها كثيرون ، وهي حق ، فكم أهلك كثيرين تفكيرهم في المستقبل الذي لا يحيطون من علمه شيء .. فتعود عقولهم عليهم خائبة ونفسياتهم محطمة .. بل إنهم يخسرون سعادة يومهم الذي أشغلوه بالتفكير في مستقبل مجهول .. ولا يكسبون رسم مستقبلهم بما يشاؤون .

·        يقول الله تعالى في الحديث القدسي " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء " .. إن إحسان الظن بالله لا يلزم منه أن نحدد الأمر الذي نرغبه ، أو زوال الهم ، أو شفاء المريض .. ثم إذا لم يحصل ما أمّلنا عدنا خائبين محبطين .. إنما الصواب أن نؤمل في الله خيرا ، ولا ننتظر منه إلا الخير .. والخير المطلق .. يقينا منا بـ " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن "  فما حصل من خير فهو ما أمّلناه .. وما حصل من ضر أو أمر نكرهه فهو إما أنه جاء مخففا عما قُدِّر ، أو أنه لمحبة الله لعبده ، أو لمحو سيئاته وزيادة حسناته ورفعة درجاته .

·        زوجة الرجل المريض أدلت بفائدة عظيمة بعدما فاق الزوج بعد العملية ..فقالت : كان لدينا في المدرسة لوحة معلقة في غرفة المعلمات مكتوب فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ،عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " فكنت أقرأه كل يوم ولم أكن أستشعر معناه .. ولكن لما ابتليت بأمر مرض زوجي أدركت عظيم نعمة العافية ، وأنها من أعظم مقومات السعادة ، وأنه لا تدفعه ولا تغني عنه أموال الدنيا .

·        من إيجابيات هذا البلاء أن أعطى هذا الرجل درسا عمليا في كيفية التوكل على الله والاستعانة به ، فيروى عنه أنه صار يتحدث حول أهمية التوكل على الله والاستعانة به وآثاره الإيجابية العظيمة بما لم يكن له سابق مثيل .

ختاما .. اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية .. واجعل ما أصابه تكفيرا وتمحيصا ورفعة لدرجاته وزيادة لحسناته .. واجعله مقويا لإيمانه حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .. اللهم وجميع مرضى المسلمين .. يارب العالمين .



انشغل بعض المسلمين مع الأسف في هذين اليومين بتداول رسائل وكلمات حب ، وحفلات وبطاقات وهدايا ،تعبيرًا عن عيد الحب !
* ما هو عيد الحب ؟
اختلف في قصته .. لكن أجمعوا على أن صاحبه ومتزعمه هو فالنتين ..من قساوسة النصارى ..وهو يدعو إلى التقريب بين المتحابين ولو بطريق غير نظامي .. فحكم عليه الإمبراطور الروماني بالإعدام ..وكان ذلك في 14 فبراير ..فهب أهل الكفر من أتباعه بالاحتفال بهذا اليوم تقديرا لعمله ..وتبعه مع الأسف الإمعة من المسلمين جاهلين أو متجاهلين حكايته
حديثنا اليوم رسائل ..
الرسالة الأولى:
نأخذ من قصته أن هذا العيد عيد يمس عقيدتنا وأخلاقنا ..وهذا ما يجهله الكثيرون .فليس كما يظن البعض أنها مجرد وردة أو لباس أحمر أو هدية .

الرسالة الثانية :
لنعلم أنه يدعو هذا اليوم إلى العشق والهيام واتخاذ الأخدان .. فهو يوم إباحية وجنس بلا قيود أو حدود ..
الرسالة الثالثة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه "

وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم جحر الضب ؛ لكثرة التواءاته

الرسالة الرابعة :

حب المسلمين مختلف ، فلا يخصصون له يوم ، بل هو باق على مدى الدهر ، كحب المسلم لوالديه لأصدقائه لإخوته

الرسالة الخامسة :

إذا علمنا أن الاحتفال بالعيد عبادة يتقرب بها ، فما بالك إذا كان العيد المحتفل فيه بدعة غير مقبولة ومخالفة للعقيدة

حين نحتفل بعيد بدعي ، فوزره أعظم

الرسالة السادسة :

إذا حرمنا الاحتفال فبناءً عليه يحرم أمرين :

* التهنئة

* رد التهنئة

الرسالة السابعة :

من أمثلة الاعتزاز بالدين وترك الأشياء لله مَحلين في المملكة العربية السعودية أغلقت أبوابها اليوم وستغلقها غدًا وبعد غد لتمنع مساهمتها في الاحتفال بعيد الحب ()"

الرسالة الثامنة :
اليوم يوم الاثنين والناس فيه على ثلاثة أصناف :
من تهيئوا للاحتفال بعيد الحب
ومن عليهم وسام الهداية فصاموا ؛ لترفع أعمالهم مختومة بصيام
ومن لم يفعلوا هذا ولا هذا

مداخلة :
قد ذكر أن الناس في يوم الاثنين ينقسمون على ثلاثة أصناف لكنهم في الحقيقة على أربعة
هناك أناس مرابطون عند المسجد الأقصى
وهذا هو الحب الصحيح ؛ حبنا لديننا ومقدساتنا
إنها مسألة عقيدة لا وطن
المسجد الأقصى تهدم أساساته ، ونحن مشغولون بالتوافه
المسجد الأقصى يقف الآن بمعجزة
المسجد الأقصى لا يقل أهمية عن الحرمين المكي والمدني
أولى القبلتين ، ليس حرمًا ! لكنّه مقــــدس
أكثر من 400 امرأة مرابطات في المسجد الأقصى يعبرن عن حبهن ، عبروا عن حبهم
هذا هو الحب الحقيقي والهمّ ، ألم يخبرنا نبينا بأن من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم ، ونفى الإيمان عمن نام وجاره جائع وهو شبعان
المسلمين يقتّلون ومجازر ، ونحن هنا مشغولون بوردة حمراء وورقة !
فلنجعل مبادئنا أرقى وأسمى :")