قلبي والاختبارات،،

حبيبتي،، بداية لا تنسي احتساب هم الامتحانات ،وتذكري ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاهم ولاغم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله له بها من خطاياه ، واحتسبي عند الاجتهاد والدراسة ما في ذلك من إرضاء لوالديك وإسعاد لهم.

*لا تعطي الأمر أكبر من حجمه واجعلي همك به يلائم قدره.

*لا تنسي أخيتي التعبد لله بأهم أسمائه وهو الوكيل ،وتذكر أن الحول والقدرة من الله وتجنب الاتكال على حفظك أو ذكائك أو سرعة فهمك ،و دائماً علقي أملك بالله ،وتذكري من توكل على شيء وكِل إليه.

*من الأدعية النافعة والمفيدة:(يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين) .

بعض التنبيهات:

*التسمية في بداية الحل تطرح البركة.

*ساعدي زميلاتك وأحبي لهم ما تحبين لنفسك وافرحي بتفوقهم.

*تذكري غاليتي أجر التعاون مع زميلاتك وقضاء حوائجهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يحشر قوم من أمتي على منابر من نور ،نورهم تشخص منه الأبصار لاهم أنبياء ولا صديقين ولا شهداء ، إنهم قوم تقضى على ايديهم حوائج الناس) أو كما قال رسول الله.

* اكثري من الاستغفار ( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).

*نزهي لسانك عن غيبة المعلمات.

*تذكري الرضا بما قسمه الله لكِ ،وانه مقدر من عند الله ، ولا تنسي أن تحاسبي نفسك فمن الممكن أن يكون بسبب ذنب أذنبته .

*ربط امتحان الدنيا بامتحان الآخرة

* تذكري جانبين:

1- الغش ؛وأن الجوارح تشهد عليك يوم القيامة.

2- اعتبار أن فترة الاختبارات عودة لله ومحاسبة للنفس على تقصيرها ،ثم انطلاقة لما بعد الامتحانات.

كيف نحتاج إلى الله ونعصيه؟

احذري النوم ،وجمع الصلوات او تأخيرها عن وقتها أو التساهل فيها.

،، وفقني الله وإياك ورزقنا أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة ،،


اسم الله الوكيل سبحانه جل جلاله





·              المعنى اللغوي :

التوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك .


·             المعنى الاصطلاحي :

صدق اعتماد القلب على الله عزوجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة ، وكلة الأمور كلها إليه وتحقيق الإيمان بأنه  لا

يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه.


    -         قال الإمام أحمد : التوكل عمل القلب ، إذ ليس يعمل اللسان ولا يعمل الجوارح .

    -         وقيل :التوكل قطع علائق القلب بغير الله .


·            ورود اسم الله الوكيل في القرآن :ــ

ورد اسم الله الوكيل أربعة عشر مرة في القرآن .


·            التوكل نصف الدين :

إذ الدين كله " إياك نعبد وإياك نستعين " فالدين عبادة واستعانة ،

والتوكل : هو الاستعانة ، والعبادة في الإنابة .


·              آفة العبد :

يقول ابن القيم : قال الرسل " ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا "

فالعبد آفته  إما من عدم الهداية ، أو عدم التوكل  ، وإذ جمع التوكل إلى الهداية فقد جمع الإيمان كله .


·              من درجات التوكل :

إن أول درجات التوكل معرفة الرب وصفاته .


·             إثبات في الأسباب المسببات :

إن التوكل على الله لا ينافي العمل بالأسباب والناس في الأسباب إما :

    -         اعتمد على الأسباب اعتماداً كلياً فيعتمد على حوله وقوته .

    -         ومنهم من ترك الأسباب والعمل بها بالكلية فهذا المتواكل .

أما أن نلغي الأسباب فهذا هو القدح في التوكل .

·            اعتماد القلب على الله وسكونه وطمأنينته إليه :

كحال الطفل الرضيع في اعتماده وسكونه وطمأنينته بثدي أمه  ، لا يعرف غيره ، وليس في قلبه التفات إلى غيره .


·            حسن الظن بالله :  فعلى قدر حسن ظنك بربك ، ورجائك له يكون توكلك عليه .

·            الرضا : وهي ثمر التوكل ، فإذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله





ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة
قال الله تعالى: { إن المتقين في جنات وعيون ، ادخلوها بسلام آمنين ، ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ، لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين } [الحجر:45-48].

وقال تعالى: { يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ، وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون } [الزخرف:68-73].

وقال تعالى: { إن المتقين في مقام أمين ، في جنات وعيون ، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ، كذلك وزوجناهم بحور عين ، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ، لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم ، فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم } [الدخان:51-57].

وقال تعالى: { إن الأبرار لفي نعيم ، على الأرائك ينظرون ، تعرف في وجوههم نضرة النعيم ، يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، ومزاجه من تسنيم ، عينا يشرب بها المقربون } [المطففين:22-28] والآيات في الباب كثيرة معلومة.

وعن جابر قال: قال رسول الله :
« يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون، ولا يتغوطون، ولا يمخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير، كما يلهمون النفس » [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
« قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } [السجدة:17] » [متفق عليه].

وعنه قال رسول الله :
« أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة: لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة - عود الطيب - أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء » [متفق عليه].

وفي رواية البخاري ومسلم:
« آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض: قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا »

قوله:
« على خلق رجل واحد » رواه بعضهم بفتح الخاء وإسكان اللام، وبعضهم بضمهما، وكلاهما صحيح.

وعن المغيرة بن شعبة عن رسول الله قال:
« سأل موسى ربه، ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله، فيقول في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك. فيقول: رضيت رب، قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر » [رواه مسلم].

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله :
« إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة. رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع، فيقول يارب وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: رب وجدتها ملأى! فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة. فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي، أو أتضحك بي وأنت الملك » ، قال: فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه فكان يقول: « ذلك أدنى أهل الجنة منزلة » [متفق عليه].

وعن أبي موسى أن النبي قال:
« إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا. للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا » [متفق عليه]. (الميل): ستة آلاف ذراع.

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي قال:
« إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة سنة ما يقطعها » [متفق عليه].

وروياه في [الصحيحن] أيضا من رواية أبي هريرة قال:
« يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطعها »

وعنه عن النبي قال:
« إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم » قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: « بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين » [متفق عليه].

وعن أنس أن رسول الله قال:
« إن في الجنة سوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم حسنا وجمالا! فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا! » [رواه مسلم].

وعن سهل بن سعد أن رسول الله قال:
« إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء » [متفق عليه].

وعنه قال: شهدت من النبي مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه:
« فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ » : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } [السجدة:17،16] } [رواه البخاري].

وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله قال:
« إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد: إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدا » [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال:
« إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه » [رواه مسلم].

وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال:
« إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك! فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا » [متفق عليه].

وعن جرير بن عبدالله قال: كنا عند رسول الله فنظر إلى القمر ليلة البدر، وقال:
« إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته » [متفق عليه].

وعن صهيب أن رسول الله قال:
« إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم » [رواه مسلم].

قال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم ، دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } [يونس:10،9].

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الشخص العظيم الذي بكى شوقاً لرؤيتنا ,هو الشخص الذي نقل إلينا هذا الدين وتحمل في سبيل ذلك أعظم المشاق ،هوالشخص الذي نحبه نجله ونقدره وربما كثير منا قرأسيرته ويعرفها ولكن نحن هنا فقط لنذكر القلوب بحبيب القلوب.

(من منا لا يعرف أسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟)

هو أبو القاسم محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.

ومن اسمائه عليه الصلاة والسلام: أحمد والماحي والحاشر والعقب.

ولد يوم الأثنين من شهر ربيع الآخر في عام الفيل ,توفي أبوه وأمه حامل فيه.

مرضعته حليمة السعدية ,وقد صانه الله تعالى عن عبادة الأصنام في الجاهلية.

(وصفه صلى الله عليه ويسلم)

كان صلى الله عليه وسلم اكمل الناس خلقةُ حيث كان جسده متكاملاً متناسباً ، حسناً جميلاُ ،وكان ربعة من الرجال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ،بعيد ما بين المنكبين ،رحب الصدر ،متناسب الأعضاء، وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً ،ازهر اللون مشرباً بخمرة ،مستديرا مه سهولة الخدين وكان أكحل العينين أدعجهما، أسبغ الحواجب من غير قرن بينهما، وكان دقيق الأنف ،حسن الفم، مفلج الأسنان ،براق الثنايا كث اللحية حسنها، وكان لرأسه شعر يبلغ شحمة أذنيه احيانا وأحيانا إلى منكبيه.
(عظمت خلقه وعطفه ورحمنه)




وأما الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة فجميعها كانت خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانتهاء في كمالها ويكفيك من ذلك شهادة رب العالمين في إذ يقول( وإنك لعلى خلق عظيم) ،ويقول النبي عن نفسه (أدبني ربي فأحسن تأديبي) ، وفي ذلك قول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين سئلت: كيف كان خلق رسول الله فقالت "كان خلقه القرءان" أي كل خصلة خير في القرءان هي في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت عائشة رضي الله عنها في وصف خلقه أيضاً :"لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً ولا يجزي السيئة  ولكن يعفو ويصفح وقالت: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى.
وفي حيائه يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه" رواه البخاري.
وكان الحلم والعفو مع المقدرة من أوصافه صلى الله عليه وسلم فقد أمره ربه تعالى أن يأخذ العفو من أخلاق الناس فقال تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف/169).
فما من حليم إلا عرفت له زلة أما نبينا الأعظم عليه الصلاة والسلام فكان لا يزيد مع كثرة الإيذاء إلا صبراً، ومع إسراف الجاهل إلا حلماً. ومما يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" بعدما فعلوا به وبأصحابه ما فعلوا. وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الذين أخرجوه من دياره ونكلوا بهم وقاتلوه وحرضوا عليه قبائل العرب وغيرهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وذلك يوم الفتح.
وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال :"كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية فجذ به أعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عنقه ثم قال: يا محمد احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك!!!
فسكت عليه الصلاة والسلام ثم قال: المال مال الله وأنا عبده وأعطاه ما طلب، فهل هناك في الحلم والعفو في مثله صلى الله عليه وسلم.

(جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم)



أما الجود والكرم والسخاء والسماحة فقد خلقت معه منذ أن نشأ عليه الصلاة والسلام، فقد فاق كل كرماء العرب والعجم ووصفه بذلك كل من عرفه: قال جابر رضي الله عنه: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فقال: لا، وقال ابن عباس رضي الله عنه: كان عليه الصلاة والسلام أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في رمضان. وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
وروى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً قط إلا أعطاه، فأتاه رجل فسأله، فأمر له بغنم بين جبلين، فأتى قومه فقال: أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفاقة".

(شجاعته صلى الله عليه وسلم)

أما من أخبار شجاعته صلى الله عليه وسلم فقد حضر عليه الصلاة والسلام المواقف الصعبة وفرَّ الشجعان و الأبطال عنه غير مرة وهو ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح وقال فيه بعض الصحابة: إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى عليه وسلم فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه، ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأساً.
وقال ابن عمر: ما رأيت أشجع ولا أبحر ولا أجود ولا أرضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.


(
زهده وتواضعه عليه الصلاة والسلام


ومما يشهد على زهده عليه الصلاة والسلام أنه كان يمر الشهر والشهران ولا يوقد في بيت رسول الله نار فقالوا: ما كان طعامكم قالوا: الأسودان التمر والماء.
وأكبر شاهد على تقلله من الدنيا وإعراضه عن زهرتها أنه توفي عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي ولم يترك قصراً ولا متاعًا كثيراً بل كان بيته متواضعاً ومتاعه في غاية التواضع وكان صلى الله عليه وسلم يوصي بترك التنعم كما في الحديث:" وإياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين".
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ، فَقُولُوا : عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ .


خوفه عليه الصلاة والسلام وطاعته لربه تعالى

أما شدة خوفه عليه الصلاة والسلام من الله شدة طاعته وعبادته فعلى قدر علمه بربه ولذلك تمدح ومدح نفسه بقوله:" أنا أعلمكم بالله وأشدكم لله خشية" معناه أنا أكثركم علمًا بصفات الله تعالى ومعرفة بأمور التوحيد والتنزيه والخشية لله تبارك وتعالى، وقال عليه الصلاة والسلام أيضاً "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، إني أرى مالا ترون وأسمع مالا تسمعون أطَّت السموات وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد".
ومعنى أطت صدر منها صوت من الحمل الذي عليها وفي هذا الحديث دليل على أن السماء مسكن للملائكة الكرام وليست مكاناً لله تعالى كما يظن المشبهة تعالى الله عن ذلك. وروى المغيرة بن شعبة قال: قام رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى تورمت قدماه فقيل يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً".
                        

                                          اللهم اجعلنا من الذين يرافقون نبيك في جناتك,,