كـ الدِّيَمِ نطمح أن نكون
حيثما كنا نفعنا ()
محطة للكل ؛فالغيث لا يختص بأحد دون أحد
نفيض على قلب كل باحث عن فكرة أو لمسة - بغدق =")
مصلى الفرسان يطرح هنا قطف كل يوم بيومه .. ليكون لكم منارة ()

البداية عندما خطب موسى عليه السلام في بني إسرائيل فسأله أحدهم :هل يوجد أحدٌ أعلم منك ؟! فقال موسى عليه السلام لا يوجد أحد أعلم مني , فعاقبه الله أن جعل الخضر أعلم منه فأخبره الله تعالى أن هنالك من هو أعلم منك ،، فكان هدف موسى عليه السلام أن يجد الخضر, فأخذ خادمه ومتاعه وكان متاعه الحوت , لما وصل موسى مجمع البحرين قال لخادمه أحضر غداءنا ،فتذكر الخادم أنه نسي الحوت عند الصخرة فبقدرة الله سبحانه وتعالى ذكره في البحر فتذكر موسى عليه السلام أن الله عز وجل أخبره أنه سيجد الخضر عند المكان الذي سينسى فيه الحوت , فعندما عاد موسى عليه السلام إلى المكان الذي نسي فيه الحوت وجد الخضر هناك ، فقال له موسى عليه السلام : " هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً " .

فقال الخضر: " إنك لن تستطيع معي صبراً " .

قال موسى: " ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمراً " .

فقال الخضر : " فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً " .

فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها وثقب فيها ثقب و فقال له موسى : أخرقتها لتغرق أهلها ؟

فقال الخضر : " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً " .

فقال موسى: " لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسراً " .

فأكملا المسير فلما وجدا غلاما قتله الخضر، فقال له موسى : أقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكراً ,
فرد عليه الخضر: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً !
قال موسى عليه السلام : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني ,
فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها أي طلبوا منهم الطعام , فأبوا ورفضوا فوجد الخضر فيها جداراً على وشك السقوط فأقامه وبناه فقال له موسى : لو شئت لاتخذت عليه أجراً ، أي تأخذ عليه بعض الأجر أو المال.. فقال الخضر : هذا فراق بيني وبينك لكن سأخبرك عن الأمور التي فعلتها ،، أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها ( نسب العيب الذي أحدثه في السفينة إلى نفسه ) ، وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ،، وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفراً فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً ,، وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما .

وأخيرا قال : ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا .

وقفات مع الآيات :

· العجب بالعلم (عندما سأل رجل من بني إسرائيل موسى عليه السلام هل هناك أعلم منك ؟؟ )

· حب الاستطلاع (عندما سافر موسى باحثا عن الخضر)

· الحرص على التعلم (عندما قال موسى لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين )

· تجلى أدب المتعلم مع المعلم (عندما قال موسى : " علمني مما علمت رشداً " وأيضاً عندما قال : " ستجدني إن شاء الله صابراً " )

· من الأدب التربوي أن لا يتعجل المتعلم في سؤال المعلم حتى يتم المعلم كلامه .

· للمعلم حق العتاب إذا تجاوز المتعلم ( عندما قال الخضر لموسى عليه السلام : " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً " ، وأيضاً عندما قال له : " هذا فراق بيني وبينك " )

· يجوز إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه (مثل خرق السفينة )

· أن صلاح الأب ممتد الأثر ودائم النفع .
                                                                                                       
                                                                             انتهى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا رأيكم ()"